فصل: الأمر الثاني: في ذكر المواد التي اعتمدنا عليها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.الفتنة بين قراوش وغريب بن معن.

كانت تكريت لأبي المسيب رافع بن الحسين من بني عقيل فجمع غريب جمعا من العرب والأكراد وأمده جلال الدولة بعسكر وسار إلى تكريت فحاصرها وكان رافع بن الحسين عند قراوش بالموصل فسار لنصره بالعساكر ولقيه غريب في نواحي تكريت فانهزم واتبعه قراوش ورافع ولم يتعرضوا لمحلته وماله ثم تراسلوا واصطلحوا.

.فتنة قراوش وجلال الدولة وصلحهما.

كان قراوش قد بعث عسكره سنة إحدى وثلاثين لحصار خميس بن ثعلب بتكريت واستجار خميس بجلال الدولة فبعث إليه بالكف عنه فلم يفعل فسار بنفسه يحاصره وكتب إلى الأتراك ببغداد يستفسدهم عن جلال الدولة وسار جلال الدولة إلى الأنبار فامتنعت عليه وسار قراوش للقائه وأعوزت عساكر جلال الدولة الأقوات ثم اختلفت عقيل على قراوش وبعث إلى جلال الدولة بمعاودة الطاعة فتحالفا وعاد كل إلى بلده.

.أخبار ملوك القسطنطينية لهذه العصور.

كان بسيل وقسطنطين قد تزوج أبوهما أمهما في يوم عيد ركب إلى الكنيسة فرآها في النظارة فشغف بها وكان أبوها من أكابر الروم فخطبها منه وتزوجها وولدت الولدين ومات أبوهما وهما صغيران وتزوجت بعده بمدة نقفور وملك وتصرف وأراد أن يجب ولديها وأغرت الدمشق بقتله فقتله وتزوجت به وأقامت معه سنة ثم خافها وأخرجها بولديها إلى دير بعيد فأقامت فيه سنة أخرى ثم دست إلى بعض الرهبان ليقتل الدمشق فأقام بكنيسة الملك يتحيل لذلك حتى جاء الملك واستطعمه القربان في العيد من يده فدس له معه سما ومات وجاءت هي قبل العيد بليال إلى القسطنطينية فملك ولدها بسيل واستمدت عليه لصغره فما كبر سار لقتال البلغار في بلادهم وبلغه وهو هنالك وفاتها فأمر خادما له بتدبير الأمر في غيبته بالقسطنطينية وأقام في قتال البلغار أربعين سنة ثم انهزم وعاد إلى القسطنطينية وتجهز ثانية وعاد إليهم فظفر بهم وقتل ملكهم وملك بلادهم ونقل أهلها إلى بلاد الروم قال ابن الأثير: وهؤلاء البلغار الذين ملك بلادهم بسيل غير الطائفة المسلمة منهم وهؤلاء أقرب من أولئك إلى بلاد الروم بشهرين وكلاهما بلغار انتهى وكانت بسيل عادلا حسن السيرة وملك على الروم نيفا وسبعين سنة ولما مات ملك أخوه قسطنطين ثم مات وخلف بناتا ثلاثا فملكت الكبرى وتزوجت بأرمانوس من بيت ملكهم وهو الذي ملك الرها من المسلمين وكان له من قبل الملك رجل يخدمه من السوقة الصيارفة اسمه ميخاييل فاستخلصه وحكمه في دولته فمالت زوجة أرمانوس إليه وأعملا الحيلة في قتل الملك أرمانوس فقتلاه خنقا وتزوجته على كره من الروم ثم عرض لميخاييل هذا مرض شوه خلقته فعهد بالملك إلى ابن أخيه واسمه ميخاييل فملك بعده وقبض على أخواله واخوتهم وضرب الدنانير باسمه سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ثم أحضر زوجته بنت الملك وحملها على الرهبانية والخروج له عن الملك وضربها ونفاها إلى جزيرة في البحر ثم اعتزم على قتل البطرك للراحة من تحكمه فأمره بالخروج إلى الدير لعمل وليمة يحضرها عنده وأرسل جماعة من الروم وبلغار لقتله فبذل لهم البطرك مالا على الإبقاء ورجع إلى بيعته وحمل الروم على عزل ميخاييل فأرسل إلى زوجته الملكة من الجزيرة التي نفاها إليها فلم تفعل وأقبلت على ربهانيتها فخلعها البطرك من الملك وملكت أختها الصغيرة بدرونة وأقاموا من خدم أبيه من يدبر ملكها وخلعوا ميخاييل وقاتل أشياعه أشياع بدرونة فظفر بهم أشياع بدرونة ونهبوهم وفزع الروم إلى التماس ملك يدبرهم وقارعوا بين المرشحين فخرجت القرعة على قسطنطين فملكوه وتزوجته الملكة الكبرى ونزلت لها الصغيرة عن الملك سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ثم خرج خارجي من الروم اسمه ميناس وكثر جمعه وبلغ عشرين ألفا وجهز قسطنطين إليه العساكر فتلوه وسيق رأسه إليه وافترق أصحابه ثم ورد على القسطنطينية سنة خمس وثلاثين مراكب للروم ووقعت منها محاورات نكرها الروم فحاربوهم وكانوا قد فارقوا مراكبهم إلى البر فأحرقوها وقتلوا الباقين.